الشاعر والاعلامي صبري السعدي
الشاعر والاعلامي صبري السعدي
الشاعر والاعلامي صبري السعدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشاعر والاعلامي صبري السعدي

منتدى ادب وفن
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحب في شعر الزهاوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صبري السعدي
المدير العام
المدير العام
صبري السعدي


عدد المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

الحب في شعر الزهاوي Empty
مُساهمةموضوع: الحب في شعر الزهاوي   الحب في شعر الزهاوي Emptyالسبت سبتمبر 10, 2011 4:45 am

من أرشيف الجيران : الحب في شعر الزهاوي

بقلم الاديب الشاعر مراد ميخائيل*

الحب في شعر الزهاوي Thumbnail.php?file=alzhawee1_863687972 الشاعر جميل صدقي الزهاوي

لا اعرف شاعراً لم ينظم في الحب فكان هذا الغرض الشعري مكمل لكيانه و الشاعر عندما يفتح عينه ليرى ، ويبسط اجنحته ليطير يبحث عن الجمال بضروبه المختلفة و لكن جمال المرأة عنده بيت القصيد فيسعى ليستظل بامرأة يقدم لها عواطفه

و اخيرا يتوفق فيما قصد اليه فقد تضع الاقدار امرأة في طريقه يقع نظره عليها فيحبها و ترميه بسهام لحظها فيهيم بها، وتبسم له فتذكي و جده .
هنا يتم الفصل الاول من الحب في كل زمان و مكان ، فصل اللقاء والخلوة بالحبيب فقلما يحظى به شاعر يعيش في محيطنا .
عند هذا الفصل يكون الشاعر في هذا المحيط قد بلغ الاوج في حبه ، فيبدأ بالشكوى و البكاء . يبكي لانه لم يرتشف رحيق الحب ، و يشكو لان العواطف عنده متدفقة بلا غاية ، تفني بعضها بعضا و في هذه الفترة يرى الحب لذي لم ينعم به ماضيا جميلا لو قارنه بحاضره ، ويرى فيه اقصى ما يدركه الشاعر في الحب ثم تتحجر عنده الشكوى فتنقلب حرمانا يقض مضجعه و ينغص عيشه ، فيتخيل طيف الحبيب زائرا لواعجه وينعم بقربه حينا .
و الحرمان عند الشاعر صحراء مجدبة لا ماء فيها و لا شجر و كل ما يناله منها سموم محرقة و رمال تحجب عنه الشمس و هكذا يطوي السنين و هو مقيد بالحرمان هذه هي حقيقة و جدتها عند اغلب الشعراء .
فلم اجد شاعرا ضاحكا في حبه ، يغني لجمال الحياة المجسم في جمال الحبيب ، ولم اعثر الا قليلا على قصيدة غرامية خالية من دمعة او حرقة او صدى . وقلما قرأات قصيدة غرامية ضاحكة .
يستدل مما ذكرت ان الحرمان هو الدعامة الوحيدة التي يقوم عليها الغزل و بين يدي الان ديوان ضخم لشاعرنا الجليل الزهاوي ، طالعته لاستلخص بحثا عن الحب ، وهذه ناحية مهمة في الشعر فلم اجد الا الفصل الاول من رواية الحب الذي يعقبه الحرمان .

اطعت الهوى فيك مستسلماً
و من شام عينيك يستسلم
ستدرس بعدي صروح الهوى
و تبقى المعالم و الارسم

هذا الفصل الاول من الحب ، فقد رآها و استسلم لحبها .

يقول :

نظرت الى عفراء عشرين مرة
فما غضبت عفراء من نظراتي

و يقول :

ازور ليلي اليها الوجد يدفعني
و ان حظي من ليلى هو النظر

و يقول :

ازورها بين اصحا بها ولا اتروى ارى سماء و لكن لا استطيع علوا الا ترى معي ان الشاعر نظر الى فتاة فاحبها ؟
ثم ياتي الدور الثاني دور الوجد والنوى

نأت بي عن ليلى نوى لا اريدها
فمالي الى ليلي سوى اللفتات

ويقول :
مشت و مشى قلبي المتيم خلفها
يقبل آثار الخطى حيث تنهج

و يشتد بالشاعر الوجد والهيام فيخاطب طيفها ، و للزهاوي ابيات كثيرة في الطيف منها :

ابيت في الدار وحدي
معاتياً لخيالك

و يقول :

قد اتاني طيف ليلى ليلة
يعد صد و الدجى معتكر
فتغانقنا على طول النوى
وكلانا حالف معتذر
فمضى الطيف ولى هاربا
وهو يلوي و لا ينتظر

ويقول :

طيف الحبيبة قد اتى
في الليل يسمح بالوصال
يا طيف انت اليوم
رب من سعاد الى النوال

و يقول :

ارسلي يا ليلى اذا شئت طيفا
ليرى من فرط النزوع نزاعي
ثم ياتي دور الحرمان القاسي :
اني بحبك يا ليلى لا محالة هالك ثم يختيل ان شبابه ضاع :

ساءلت شيخا قد تحد
بما تفتش في التراب
فاجابني متأوها
ضيعت ايام الشباب

و اذا ذكر شاعرنا بعض مواقف اللقاء الحبيب ، فهناك بكاء و عتاب و هذا صدى للحرمان بل وسيلة لتخدير الم وقعه في قبله . يقول :
عانقتها بعد برح من الهوى و الولوع و في العناق تلاقت دموعها بدموعي

و يقول :

تلاقينا تعانقنا كلانا ضاحك باكي كلانا واجد راض كلانا شاكر شاكي هذا هو اللقاء ، وله في هذا الباب شعر كثير يختلف قوة وهداوة في الاندفاع . و بعد ذلك ترى الشاعر يرفع الستار عمن يحب فاذا بالحبيب هو الوطن العزيز :

و اعني بليلي موطنا ما ذكرته
على البعد الا كان دمعي له تدفق

و هنا تجد الحرمان ياخذ اتجاها اخر تجده يجعل الحبيب و طنا تعذب من اجله و شقي ليسعده وقد حدث هذا الاتجاه عندما عزم شاعرنا على الاقامة في مصر فلم يجد الا الوطن حبيبا يعاتبه و يودعه و يبثه شكواه . ثم اصبح هذا الحرمان صورة مصغرة لما يقاسيه في وطنه ، وهنا بكي بشعره على ما يعانيه اديب مثله فقال :

ان مت تحزن في العراق احبة
حينا و تفرح في العراق اعاد

هنا يحق لنا ان نقول ان شاعرنا الجليل صور ما يعانيه كل شاعر في حبه ، وهذه حقيقة تنطبق على جميع شعرائنا في هذا العصر .
و سوف تطالع الاجيال القادمة شعر الزهاوي و سترى شعره في الحب صورة حقيقية لحالتنا الحاضرة ، عبر عنها اصدق تعبير و تفنن فيها ماشاء ان يتفنن .

" م. ل "
*نشرت في مجلة "الحاصد" التي ترأس تحريرها الاديب المحامي أنور شاؤل في العدد 38 بتاريخ 2 نيسان عام 1936
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwwsabriy.ahlamontada.net
 
الحب في شعر الزهاوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحب/حلوى منتهية الصلاحية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر والاعلامي صبري السعدي :: 
القسم العام
 :: منتدى التعارف والمناسبات
-
انتقل الى: