أيا مخبرآ كم كنت َ جلدآ وقاسيا ...... وكم كنت في كسر القلوب مغاليا
فسبحان مَن أعطى الخلائق حقّها ...... وأعطاك عينآ كم تغضّ تغابيا
فوالله لو أبصرت َ ما قد جنيته ُ ...... لكنت َ على تلك الحشاشات باكيا
هي َ الأم ّ لم يبق ِ لي َ الدهر بعدها ...... أنيسآ اذا ما الليل أوحش داريا
أحقّآ أيا قلبي نسيت َ وفائها ......فوالله ان تنسى فلست َ فؤاديا
أتنسى التي أبلى الزمان ُ ردائها ...... وقد طرّزت من مقلتيها ردائيا
أتنسى الليالي الغابرات وحيثما ...... أناخت لها ركبآ أزدن َ المآسيا
وكنّا وكان الجوع طعمآ مقدّرآ ...... وقد أطعمتنا المشبعات الغواليا
كأن ّ أنين القلب بُحًّ بزفرة ٍ...........وجاشت به البلوى وصاح مناديا
أيا سائلي هلا ّرحمت َ بقيّتي ...... فأنّ الذي ما فيك من بعض ما بيا
سأبكيك ِ يا أماه ما دمت ُ باقيا ...... لأصبح َ نهجآ تقتفيه البواكيا
فأن قصّرت عيني وجف ّ معينها ...... سيبكيك ِ قلبي من دماه سواقيا
وأن أتعب الليل ُ الطويل جوارحي ...... سأحسب ليلي للبكاء نهاريا
وأن لامني خوف الهلاك أحبّتي ...... سأخبرهم عمّا جنته اللياليا
فلا والدآ أبقت لدي ّ ولا أخآ ...... ولا ناعيا ينعى الديار َ الخواليا