الشاعر والاعلامي صبري السعدي
الشاعر والاعلامي صبري السعدي
الشاعر والاعلامي صبري السعدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشاعر والاعلامي صبري السعدي

منتدى ادب وفن
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الناقد والمخرج المسرحي ياسر البراك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صبري السعدي
المدير العام
المدير العام
صبري السعدي


عدد المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

الناقد والمخرج المسرحي ياسر البراك Empty
مُساهمةموضوع: الناقد والمخرج المسرحي ياسر البراك   الناقد والمخرج المسرحي ياسر البراك Emptyالإثنين مايو 02, 2011 6:25 am

الناقد والمخرج المسرحي ياسر البراك : نحن بحاجة الى بعثات مسرحية مثقفة تخلق مناخا حقيقيا من المثاقفة المسرحية برؤية عراقية
التاريخ: Tuesday, November 25
الموضوع: الستارة

حاوره خضير الزيدي
تشهد الساحة المسرحية العراقية حراكا متنوعا وواسعا سواء في التجسيد الفني او التنظير الفكري ولقد برز اسم الناقد ياسر البراك كأحد اهم دعائم التنظير والتجسيد معا وتعددت مواهب هذا الاسم منذ زمن بعيد خاصة اذا ما عرفنا ان له العشرات من العروض المسرحية والاعمال الاخراجية واذا اردنا ان نذكر مثالا منها فلا تفوتنا ذكر كوميديا الايام السبعة ومسرحية (من البلية) عن مسرحية انسوا هيروسترات للكاتب الروسي غريغوري غورين عام 1993 .


ومسرحية الوباء الابيض للكاتب التشيكي كارل تشابيك عام 1994 ومنعت المسرحية من العرض ومسرحية في اعالي البحر للكاتب البولندي سلافومير مروجيك عام 1995 ومسرحية الواقعة 2001 المهرج ينظر في المرأة اضف الى ذلك ما كتبه من المقالات النقدية في اغلب الصحف العراقي.. وسبق ان اصدر كتابه عن المسرح (المسرح في البصرة مقاربات في المتحقق) عن دار الشؤون الثقافية العامة ـــ بغداد 2008 وهو كتابه النقدي الاول حاليا يواصل دراسته العليا لنيل شهادة الماجستير في الاخراج المسرحي في كلية الفنون ـــ جامعة بابل في رسالته الموسومة (الاشكال ما قبل المسرحية ومرجعياتها الانثروبولوجية التعزية انموذجا) في هذا الحوار تعمق كثيرا في قضايا المسرح العراقي فكريا وفنيا وعرج على اهم القضايا الخاصة مبينا الاسباب التي تجعل منه متعطلا بعض الشيء في هذا الزمن وهذا نص الحوار معه:
*اسمح لي ان يكون حواري معك من تساؤل مفاده ما اشكالية الفن المسرحي اليوم في العراق؟
ـــ الاشكالية الاساسية في حياتنا المسرحية هي غياب التخطيط الستراتيجي للفن المسرحي في العراق واعني بالتخطيط الستراتيجي ان يكون للثقافة العراقية مشروعها الوطني والتنموي الذي يحظى بدعم الدولة العراقية عبر اجراءات سياسية حقيقية، ولعل في مقدمة تلك الاجراءات اخراج وزارة الثقافة من خانة المحاصصات الطائفية والسياسية التي تشكلت عليها العملية السياسية العراقية الحالية وتنشيط مؤسساتها المختلفة عبر الدعم المالي اولا ووضع الكوادر الكفوءة في ادارة تلك المؤسسات ولا ينبغي ان يقتصر وجود تلك المؤسسات في العاصمة فقط بل يجب ان يتعدى ذلك الى فتح مؤسسات ثقافية تابعة للوزارة تكون مهمتهما خلق نوع من الحراك الثقافي والفني في المحافظات بدءا من القرى والارياف والاقضية والنواحي وصولا الى مراكز المدن، واضافة الى ذلك توفير البنى التحتية للثقافة والفنون وبضمنها المسرح واولها المؤسسات الاكاديمية (معاهد، كليات) وثانيها المؤسسات المسرحية فرق، منتديات، ورش وثالثها المعمار المسرحي مسارح ذات تقنيات متقدمة قاعات تدريب مقرات للفرق واطلاق مشاريع ثقافية للترجمة والبعثات والاصدارات الخاصة بالمسرح وتنشيط مسارح الاطفال والمدرسة والجامعة وغيرها من القطاعات الشعبية الاخرى، والاهم من كل ذلك سن القوانين والتشريعات الحكومية التي تنظم الحياة الثقافية والمسرحية في البلد عبر البرلمان العراقي وخاصة قوانين الرقابة والقضاء التي ينبغي ان تراعي الحقوق الفردية التي كفلها الدستور العراقي وفي مقدمتها حرية التعبير.
*طيب ما هي الاسس والمعايير الفنية والجمالية التي لا بد لها ان تتوفر في الوقت المعاصر للنهوض بواقع مسرحي ذا اهمية يمكن من خلاله ان ينهض بمكانة الفن المسرحي؟
ــــ الواقع المسرحي الراهن يعيش حالة من الفوضى بسبب التغيير السياسي الذي حصل في البلد فهناك عدة اشكاليات تمخضت عن ذلك التغيير، اولها ان التغيير اثر بشكل واضح على المؤسسات المسرحية الحكومية وغير الحكومية حتى باتت تلك المؤسسات شبه عاجزة عن اداء دورها وهي حالة طبيعية بسبب انهيار الدولة العراقية ككل بعد سقوط الدكتاتورية، وهذا ما كشف عن الخلل الكبير الذي كانت تقوم عليه حياتنا المسرحية، انه خلل يكمن في البنية التحتية لتلك الحياة لانها بنية تقوم على ثنائية(المركز والهامش) ففي العراق لدينا مستوين من الحياة المسرحية الاول (مسرح العاصمة) بكل ما متاح له من امكانيات مادية ومعنوية وبشرية ومؤسساتية والثاني هو ما اصطلح عليه بـ(مسرح المحافظات) وهو ما اسميه انا بـ(مسرح الهامش) بكل ما يحمل من تهميش واقصاء بفعل سياسات النظام الشمولي الذي حكم البلاد لعقود ونظرته الدونية للثقافة العراقية القائمة على التعبئة الايديولوجية ولان صورة المسرح العراقي كانت على الدوام هي كل ما يقدم في العاصمة من مسرح فقد انهار المسرح بانهيار الامن في بغداد بينما بدأ ينشط في بعض المحافظات التي تعيش نوعاً من الأمن النسبي برغم عدم توفر البنية التحتية للفن المسرحي في تلك المحافظات، وأعني بالبنية التحتية المؤسسات المسرحية المعنية بالنشاطات المسرحية مثل دائرة السينما والمسرح والفرقة القومية للتمثيل ومنتدى المسرح اضافة الى المؤسسات الأكاديمية مثل معهد وكلية الفنون الجميلة، والمعمار المسرحي مثل مسرح الرشيد والمسرح الوطني ووسائل الاعلام التي تسوّق النشاط المسرحي مثل الاذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات الى جانب الكوادر البشرية من مؤلفين ومخرجين وممثلين وتقنيين وهو ما لم يسع الى خلقه النظام الشمولي في سياسته الاقصائية للهوامش المسرحية وتركيزه على توفير البنية التحتية في العاصمة كديكور حضاري لممارسته الدكتاتورية، لذلك اعتقد انه من السابق لأوانه الحديث عن أسس ومعايير فنية وجمالية يمكن اعتمادها للنهوض بالواقع المسرحي العراقي الراهن دون القيام بحملة ثقافية وطنية لإعادة صياغة التخطيط الوطني في ميدان المسرح يبدأ من رياض الأطفال ولا ينتهي بالجامعات وقتها يمكن ان نحدد تلك الأسس والمعايير التي تتحدث عنها في سؤالك وهي امر ضروري لأي حركة مسرحية تريد النهوض من رماد الحروب العبثية التي خلفها الدكتاتور خلفه.
* إذا أين يكمن القصور اليوم في بلورة مسرح جاد يقبل عليه المتذوقون لعالم المسرح؟
ـ شخصيا لا أميل الى توصيف المسرح عبر ثنائية (جاد/ غير جاد) لأنني أرى ان التوصيف الحقيقي ينبغي ان ينبع من الأثر المتحقق لدى متلقيه، فعلى سبيل المثال نقول هذا (مسرح إيهامي) أو (مسرح قسوة) أو (مسرح تعليمي).. الخ، لأن المسرح يقدم الى المتلقي بهدف تحقيق اثر ما وتعبير (جاد/ غير جاد) تعبير غير دقيق، ففي (المسرح الجاد) هناك أعمال هازلة مهمة مثل كوميديات ارستوفانيس وموليير وكولدوني وغيرهم، وفي (المسرح غير الجاد) هناك تيار من الأعمال العالمية المؤثرة التي تصنف ضمن هذا المسرح ولكنها تتسم بالجدية مثل الاقتباس المسرحي لقصيدة (القطط) للشاعر الانجليزي (ت. س. اليوت) الذي قدمه المسرح الأمريكي في ثمانينيات القرن الماضي، لذا أجد أنه من المناسب اليوم الانفتاح على الجمهور عبر تنشيط القنوات المسرحية التي لها تماس مباشر بالناس مثل مسارح الهواء الطلق والمسارح الجوالة والمسرح المدرسي والمسرح الجامعي والمسرح الفلاحي والمسرح العمالي وغيرها من المسارح التي يمكن عبرها تقليص الفجوة الكبيرة بين المسرح والجمهور وتحقيق التماس المباشر والأثر المنشود من قيام النشاطات المسرحية، وهو ما يفرض على الدولة باعتبارها الداعم الأول للثقافة لبلد يشهد مرحلة تحوّل آيديولوجي وقيمي من الدكتاتورية الى الفوضى الى الديمقراطية حتى وان كانت في اطوارها الأولى، ان تضع ضمن تخطيطها الستراتيجي للثقافة ما للمسرح من اثر فعال في العملية التنموية للمجتمع حيث سيلعب المسرح دوراً في التوعية والتثقيف الى جانب تطوير الذائقة الجمالية للجمهور وبذلك يصبح المسرح جهازاً ثقافياً بيد الدولة الى جانب دعم المؤسسات المسرحية غير الحكومية (الفرق المستقلة) التي ستلعب الدور نفسه ولكن بوسائل انتاجية ومعرفية مختلفة عن تلك المؤسسات التي ترتبط بالدولة ارتباطاً مباشراً، لذا فالقصور الحقيقي تتحمله الدولة العراقية الجديدة عبر تنصلها من واجباتها إزاء تطوير القطاع الثقافة وخاصة المسرح، فالاهتمام بالخدمات العامة للمواطن لا يعني الاهتمام بالجانب المادي منها، مثل (الماء والكهرباء والبلديات... الخ)، بل ينبغي الاهتمام بالجانب المعنوي من تلك الخدمات كالثقافة والفن والمعارف الانسانية الأخرى.
* ثمة أكثر من رأي يرى ان الخطورة في التجريب المسرحي تكمن في الاستخدام غير الصحيح نتيجة الافكار الملتبسة او القصور في فهم بعض المسائل الخاصة بجماليات العرض المسرحي هل تهدد هذه الإشكاليات بانهيار الفن المسرحي في العراق؟
ـ التجريب المسرحي محرك أساسي من محركات اي مشهد مسرحي ولولا وجوده في حركتنا المسرحية لما كان للمسرح العراقي هذا الحضور الكبير بالقياس لما يقدم في الوطن العربي على أقل تقدير، ولكن على الدوام كان هناك خليط في المصطلحات والمفاهيم لدى الكثير من المسرحيين العراقيين لأنهم يأخذون ثقافتهم المسرحية نقلا عن ما يقدمه المترجمة المصريون او السوريون او في السنوات الأخيرة عن المغاربة، وبالرغم من ان اولئك مسرحيون متخصصون وعرب ولكن يبقى تأثير النسيج الاجتماعي والمناخ الثقافي لبلدانهم متحكماً بذائقتهم وهي ذائقة قد تختلف عن ذائقة المسرحيين العراقيين الذين لم يقدموا جهداً كبيراً في ميدان (المثاقفة المسرحية) عن طريق الترجمات مع استثناءات قليلة طبعاً، خذ على سبيل المثال مشروعاً كبيراً ومهما مثل مشروع (ورشة الترجمة) في أكاديمية الفنون في مصر الذي يترجم كل عام على هامش مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ما يقارب الثلاثين كتاباً في فن المسرح والفنون القريبة له وهي معظمها تغذي معرفتنا المسرحية بالتجريب، لا يوجد مشروع مماثل في حياتنا المسرحية العراقية يقوم على مثل هذا التصور في تحقيق المثاقفة مع المصادر الاصلية للمسرح واعني منابعه الاوربية، وحتى البعثات المسرحية الى الغرب التي توقفت مع مجيء صدام حسين للسلطة عام 1979 لم تترك ذلك الاثر الملحوظ على مناخ المثاقفة المسرحية، بل انها اثرت بشكل سلبي ـ مع الاستثناءات القليلة طبعا ـ على المناخ الأكاديمي حينما اتخذ بعض المسرحيين من كلية ومعهد الفنون منطلقاً للأعمال التجريبية لهم وهو ما أوهم طلبتهم ان هذه الاعمال هي التصور الوحيد الذي ينبغي ان يكون عليه المسرح وضاع الدرس الأكاديمي بثوابته الحرفية المعروفة في زحمة هذه التصورات التي كان من الممكن ان تخدم حركتنا المسرحية لو انها عملت وسط فرق الهواة او المحترفين باعتبار ان المؤسسات الأكاديمية قائمة أصلاً على تعليم الطالب أبجديات الفن المسرحي وليس أبجديات التجريب، ومن يطلع على عروض معاهد وكليات الفنون في العراق وخاصة عروض الطلبة منذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي وحتى الآن سيجد هذه الإشكالية قائمة، إننا بحاجة الآن الى بعثات مسرحية مثقفة تخلق مناخاً حقيقياً من المثاقفة المسرحية برؤية عراقية، وأن يتم اختيار عناصر كفوءة لمثل تلك البعثات لا ان تتحكم بها اشتراطات حزبية وفئوية محدودة او محسوبيات كما كان يجري في الزمن السابق، أن هذا النقل الملتبس لمفاهيم التجريب وآلياته المختلفة هي التي جعلت من المشهد التجريبي العراقي يعاني من إشكاليات كبيرة على مستوى صياغة جماليات العرض المسرحي وأنساق تلقيه، فأصبح المسرح التجريبي لدينا نخبوياً، وبالتالي انحسر دور المسرح وتأثيره الجمالي في الجمهور مما مهد الارضية المناسبة لظهور الخطابات النفعية في المسرح وهي ما اصطلح عليه بـ(المسرح التجاري) الذي يشكل لنفسه جمهوره الخاص والواسع، لذا يمكن صياغة الاشكاليات بالشكل التالي: المسرح التجريبي في العراق اهتم بجمالياته وترك متلقيه، اما المسرح التجاري فقد اهتم بمتلقيه وترك جمالياته.
* اتفهم ما تريد تأكيده هنا، لكن الا تعد التجريب سمة مميزة لأغلب الفنانين والمخرجين؟
ـ بل ينبغي ان يكون التجريب هو السمة المميزة لأغلب الفنانين والمخرجين لأنه من دون التجريب لا يمكن للمسرح العراقي ان يبقى مؤثرا ومتطوراً، فالتجريب عملية بحث مستمرة في فراديس الجمال وفي الوقت ذاته هو ركوب المجهول في قارات الإبداع، ولكن ينبغي الفصل بين المنحى التجريبي كغاية، وبين التجريب كآلية وهدف، إذ بدون هذا الفصل يسود الارتباك المعرفي كما هو حاصل الآن في مؤسساتنا الأكاديمية حيث لا يفرق طالب المسرح بين المسرح بشكله الأكاديمي ذي القواعد الأساسية والحرفية، وبين المسرح التجريبي كمسرح يسعى الى تجاوز تلك القواعد واختراقها وتهشيمها وإعادة بنائها من جديد او الاتيان بقواعد جديدة، فكيف يمكن للفنان المسرحي ان يخرق القواعد الفنية للنوع المسرحي عبر فعل التجريب ان لم يكن عارفاً ومحيطاً بتلك القواعد أصلا؟ انها اشكالية بحاجة الى الفحص النقدي المستمر الذي يعزز من صيرورة التجريب في حياتنا المسرحية.
*عليَّ أن انتقل معك الى سؤال آخر، هل توجد للمسرح العراقية خصوصية يمكن ان يشار إليها قياساً الى مسارح بعض الدول العربية او العالمية؟
ـ شغلت قضية (الخصوصية) أو (الهوية) حيزا مهما من تفكير المسرحيين العراقيين كغيرهم من المسرحيين العرب والعالميين غير الغربيين لأنهم رأوا في الشكل المسرحي الغربي شكلاً كولونيالياً يمكن ان يفقد الشخصية العربية خصوصيتهان لذلك وجدنا ان بعض المسرحيين العراقيين راحوا يبحثون في التراث العربي امثال قاسم محمد ومهدي السماوي، ومنهم من بحث في الأشكال الغربية ولكن برؤية عراقية أمثال إبراهيم جلال وعوني كرومي، ومنهم من رمز بشكل كبير على البيئة العراقية المعاصرة أمثال عزيز خيون وفاضل خليل، وآخرين ركزوا على الهوية العراقية ليس في بعدها الجغرافي العراقي، بل في بعدها الانساني العام امثال صلاح القصب وشفيق المهدي وناجي عبدالامير ومنهم من نوّع في سؤال الهوية وبحث عن خيارات عدة كالأستاذ سامي عبدالحميد، وعلى الاسئلة نفسها اشتغل جيل من الشباب المسرحيين خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي لا مجال لذكرهم الآن، كل اولئك كان هاجسهم الأساسي البحث عن (خصوصية) المسرح العراقي، ولكن هل تمخضت تلك التجارب عن خصوصية تختلف عن خصوصية (المسرح الفرنسي) أو (المسرح الألماني) على سبيل المثال وليس التحديد؟ أشك في ذلك، ولكن الشيء الأهم ـ بحث اعتقادي ـ ان قضية الخصوصية والهوية عملت على تحقيق نوع من الحراك المسرحي الذي كان المسرح العراقي بحاجة له، نعم ربما نلمس التماعات إبداعية عراقية هنا وهناك بعضها عملي والآخر يمتزج فيها الجانب العملي بالتنظيري، ولكن اعتقد انه من المبكر الحديث عن (خصوصية) للمسرح العراقي تتقاطع من الناحية الجمالية مع المسرح العالمي القائم بجمالياته المعروفة لأنه حتى المسرح العربي لم يستطع الى الآن من ان يحقق جمالياته الخاصة، ربما يعود ذلك الى ان الفترة الزمنية التي عرف العرب فيها المسرح بشكله المتعارف عليه ما زالت قليلة جدا ولم يحدث فيها ذلك التراكم الكمي الذي يمكن ان يؤدي في النهاية الى تغير نوعي بحسب قوانين الجدل كما حصل في المسرح الغربي مثلا.
*حسنا ماذا عن دائرة التجريب في الفن المسرحي العراقي الا تراها مغلقة في الوقت الراهن وما الاسباب وراء ذلك الامر؟
ـ المسرح العراقي الان بصورة عامة يشهد انغلاقا حتى ما اصطلح عليه بـ(المسرح التجاري) لا وجود له اليوم، لان التطورات الدراماتيكية التي حصلت في العراق خلال الخمس سنوات الماضية قضت على كل أمل في ان يتعافى المسرح العراقي من انغلاقه ذاك، ولكن الامل معقود على (الارادة العراقية) التي تستمد قوتها من ارث حضاري عمقه سبعة الاف عام، صحيح ان ثمة انقطاعا حضاريا طويلا عاشه العراقيون على مر القرون الماضية، لكن التاريخ يثبت ان الشعب العراقي قادر على التكيف رغم قسوة الاحداث التي تلم به، والا من كان يتوقع هذا التحسن النسبي في الامن بعد ان كنا قد فقدنا الامل بالمستقبل، الا ترى كيف انقلبت حواضن الارهاب على الارهاب نفسه، ولسوف ترى ستنقلب حواضن الطائفية والحزبية على دعاتهما، ان الشعب العراقي ـ رغم كل شيء ـ شعب حي ومتحرك وله القدرة على الحياة في اصعب الظروف، لذا فان المكسرح العراقي سينهض من جديد بمجرد عودة الحياة المدنية الى الشارع وانحسار اعمال العنف وقد بدأنا نشهد مقدمات هذا النهوض في مختلف المدن العراقية وخاصة بغداد، وسيكون للتجريب المسرحي دوره الكبير في اغناء الحياة المسرحية العراقية خاصة اذا ما فكرت الدولة العراقية بالانفتاح على العالم ومحاولة اللحاق بقطاره الذي يسير دوما الى الامام اما اذا فكر المسرحيون العراقيون المغتربون بالعودة الى وطنهم وعملت المؤسسات الاكاديمية المسرحية على تنشيط كوادرها عبر الدراسية للدول المتقدمة مسرحيا، فاعتقد ان دائرة التجريب المسرحي ستتسع لتشمل كل حياتنا المسرحية.
* واي من الفنانين المسرحيين قادر اليوم ان يحمل رسالة الفن خارج العراق؟
ـ لا يمكن بأي حال من الاحوال تشخيص فنان محدد او مجموعة معينة من الفنانيين ممن تنطبق عليهم مواصفات خاصة لحمل رسالة الفن خارج العراق، لان الجهد المسرحي العراقي جهد تكاملي، لكنني اعتقد ان الاقرب الى هذا الهدف هم اولئك المسرحيون الذين هاجروا من العراق في عقد التسعينيات من القرن الماضي بفعل ضغوطات الوضع الاقتصادي والسياسي العراق بعد ان كانوا قد قدموا عطاءات مسرحية مهمة في العراق امثال المخرج ناجي عبدالامير وباسم قهار ورسول الصغير وحسن هادي وماجد احمد وكريم رشيد وعواد علي وعبدالخالق كيطان وقاسم مطرود واحمد شرجي وعباس الحربي وعبدالامير شمخي وهادي وبعض المسرحيين الكرد على سبيل المثال وليس الحصر، هؤلاء عاشوا المحنة العراقية في الوقت الذي كانوا فيه ينشطون في تقديم اعمالهم وتصوراتهم المسرحية داخل العراق وجاءت هجرتهم الى المنفى لتضيف الى تجربتهم العراقية الغنية تجربة اخرى هي تجربة الغربة والعيش في الشتات، وهم رغم المنفى وقسوته ظلوا أمنين لعراقيتهم ولمشروعهم المسرحي فقدوا عطاءاتهم المسرحية في الغرب معتبرين عن رؤية عراقية في ميدان المسرح تجمع بين التقنية الغربية والهم العراقي وحضيت اعمالهم هناك بقبول واسع من الجمهور والاوساط المسرحية الغربية، وهؤلاء لو حاولت الدولة بمؤسساتها المسرحية ان تمد الجسور اليهم وتدعمهم ماديا ومعنويا بشكل مقبول يمكن ان يكونوا خير سفراء للثقافة العراقية والمسرح العراقي من اولئك الملحقين الثقافيين الذين قذفت بهم المحاصصة الطائفية والسياسية في عراق اليوم الى السفارات العراقية المنتشرة في العالم واحتلوا اماكن ينبغي ان يشغلها المثقفون ليعرفوا بالثقافة العراقية ومنها المسرح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wwwsabriy.ahlamontada.net
 
الناقد والمخرج المسرحي ياسر البراك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر والاعلامي صبري السعدي :: قسم البرامج الاذاعية والتلفزيونية :: منتدى السينما والمسرح-
انتقل الى: